«السامبا» عزفت أحلي الألحان.. وأذاقت «التانجو» كأس الحرمان.

حقق المنتخب البرازيلي لقب النسخة الثانية والأربعين لبطولة «كوبا-أمريكا»، التي استضافتها فنزويلا، بعد تغلبه فجر أمس «الاثنين» علي الأرجنتين في المباراة النهائية بثلاثة أهداف دون مقابل.

قدم المنتخب البرازيلي أداء أفضل من كل الوجوه، واستحق تحقيق فوز كبير غير متوقع، ليقلب طاولة التوقعات في وجه الجميع، بعد أن دفع الأداء الراقي للمنتخب الأرجنتيني طوال البطولة المتابعين إلي التنبؤ بحسمه اللقب قبل المباراة.

كما استطاع المنتخب البرازيلي بهذا الإنجاز الحفاظ علي لقبه الذي حققه في البطولة السابقة، التي استضافتها بيرو عام ٢٠٠٤، كما أنها البطولة الرابعة للفريق في آخر خمس بطولات، بعد أن حسم اللقب أعوام ١٩٩٧ و١٩٩٩ و٢٠٠٤ و٢٠٠٧، ولم يخسره سوي في بطولة ٢٠٠١ التي حسمها المنتخب الكولومبي المضيف.

وبهذا حصد راقصو السامبا لقبهم الثامن في بطولة «كوبا- أمريكا» إلي جانب أعوام ١٩١٩ و١٩٢٢ و١٩٤٩ و١٩٨٩. وفي المقابل تستمر حالة الصيام الأرجنتينية عن لقب البطولة لمدة ١٤ عاماً، بعد أن حقق الفريق آخر ألقابه عام ١٩٩٣، رغم أنه يحمل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بها إلي جانب منتخب أوروجواي برصيد ١٤ لقباً لكل منهما.

وأحرز الثلاثية البرازيلية كل من جوليو باتيستا «ق٤» وروبرتو أيالا قائد ومدافع المنتخب الأرجنتيني في مرمي فريقه «ق٤٠» وداني ألفيس «ق٦٩».

وتعود أسباب التفوق البرازيلي في المقام الأول لتفوق المدير الفني الصاعد كارلوس دونجا علي نظيره المخضرم أفيو باسيلي، فضلاً عن هدف باتيستا المبكر الذي أربك حسابات الفريق المنافس تماماً، وفيه أحسن باتيستا استقبال كرة طويلة قبل أن يطلق بيسراه صاروخاً لا يرد علي يسار الحارس أبوندا نثييري.

وأحسن ألفيس مكافأة مديره الفني الذي دفع به بدلاً من زميله إيلانو المصاب بعد نصف ساعة من المباراة، لينطلق من الجهة اليمني، ناحيته المفضلة، ويرسل عرضية يخطئ أيالا في التعامل معها ليضاعف النتيجة لمصلحة المنافس.

ولم يتوقف ظهير أشبيلية الإسباني عند هذا الحد، بل لعب دور رأس الحربة ليتلقي تمريرة من المهاجم فاجنر لوف يحسن تسديدها أرضية زاحفة قوية علي يسار الحارس الأرجنتيني.

واختفي نجوم المنتخب الأرجنتيني الكبار، وعلي رأسهم ليونيل ميسي وخوان ريكيلمي، حيث طاشت تسديداتهم، وفشل الأخير في زيادة عدد الأهداف الخمسة التي سجلها في البطولة، ليترك لقب الهداف لمصلحة النجم البرازيلي روبينيو، رغم أنه لم يسجل اليوم، برصيد ٦ أهداف.

كما فشل المدير الفني الأرجنتيني في تعديل سير المباراة، رغم أنه دفع بتغييرين في وسط الملعب، بنزول بابلو أيمار ولوس جونزاليس بدلاً من استيبان كامبياسو وخوان فيرون، لكن الأحوال علي مستوي الهجوم لم تتغير.

بالطريقة ذاتها، فشل منتخب التانجو في الثأر للهزيمة التي تعرض لها من نظيره البرازيلي في نهائي البطولة الماضية بركلات الترجيح، لينال أمامه الخسارة الثانية علي التوالي في نهائي البطولة.

وعدل المنتخب البرازيلي من بدايته السيئة في البطولة، ليحافظ علي لقب البطولة الأعرق علي مستوي المنتخبات في العالم، فيما يتحتم علي المنتخب الأرجنتيني، الانتظار لأربع سنوات أخري علي أمل تحقيق اللقب.